الأحد، 21 أكتوبر 2012

مَوت !



- مُتأخراً جداً يَ آلاء وَ بعدَ تسعةَ عشر عاماً / مُؤخراً اكتشفتُ أنَّ بعْضَ الأَصدِقاء أُكذُوبة ؛ وَ أنَّ بعضَ الأشخاصِ خُدعة مُؤلمَة اِقتصّت مِن عُمرِنا فرحاً وَ أملاً وَ راحةً وَ سكِينة وَ أهدتنَا دمُوعاً وَ خيبَاتٍ وَ وجعْ ثُمّ مضَت ؛ مَضت كأّن شيئاً لمْ يكُن وَ لمْ يحدُث وَ لا أحدَ توجَّعْ وَ لا أيِّ شيءْ .. ربَّما معهُم حَق هُم لمْ يفعلُوا شيئاً سِوى أنهُم ضيَّقوا أُفقَ الحياةِ على قُلوبِنا وَ زرعوُا بأعيُنِنا رماداً وَ بنوا بدوَاخِلنا أبراجَ حُطام !

نحنُ المغفَّلونَ يَ آلاء ، نحنُ المُذنبونَ بحقِّ ذاتِنا وَ هُم ملائكةُ السَّماءِ الطاهِرة وَ نحنُ وحدنَا الذينَ نراهُم خزنةُ جهنَّم .. هؤلاءِ أنَا أُشفقُ على ضمائرِهم وَ أتمنَّى لو أنَّها تنَهضُ مِن سُباتِها قبلَ أنْ ينقضِي وقتُ النُّهوضْ وَ قبلَ أنْ يخنقَها الغُبار المُتراكِم عليهَا وَ قبلَ أنْ تتعفَّن وَ تخرجُ رائحتهُا النَّتنة وَ لا يبقَ شيءْ !

لا أدرِي مِن أينَ يأتِي هؤلاءِ الأشخاصُ وَ الأصدقاءْ الّذين يُجيدُونَ اغتيالَ الصباحاتِ الهادئَة وَ اللّطِيفة ؛ وَ يجيدُون اغتِصابَ الفرحِ مِنَّا وَ رمينِا فِي سرادِيب الحُزن وَ يضحكُونْ يضحكُونَ يضحكُونَ كأنَّ الأمرَ مُزحةٌ ما ؛ صدقاً لا أدرِي مِن أينَ يأتُون هؤلاءِ الّذين أفنَيناَ العُمر فِي رسمِ السعادةِ على وُجوهِهم وَ أهملنَا أنفُسنا لنهتَّم بِهم وَ قتلنَا ذواتَنا لنُرضيهِم ثمَّ بعدَ كلِّ شيءٍ فعلنَاهُ لهُم اتهمُونا بالقُصور وَ بأنَّنا السَّبب فِي كلِّ أوجاعِهم وَ آلامهمِ وَ كلُّ سيءٍ قد صادفهُم !

لا أحبُّ الأشخاصَ الذَّينَ لا يقدِّسُون علاقَاتِهم بمَن حولَهُم وَ لا أُولئكَ الذَّينَ يظنُونَ أنهُم الوحيدُونَ الـْ / يملكُونَ مشاعراً وَ قلباً مُرهفاً
وَ عينينِ باكيتينْ وَ يستبيحُون كلَّ الوُجُود بحججٍ وَاهية ثمَّ يقدِّمونَ اعتذاراتٍ واهيَة فليسَ كلُّ جرحٌ يداويهُ اعتذار .. بعضُ الاعتذارات تجرحُ أكثر وَ بعضُ الاعتذاراتِ مُميتة وَ قدْ نعطبُ يوماً عنْ المُسامحَة !

شكراً شكراَ شكراً / لكُلِّ هؤلاءِ الذينَ جعلونَا غرباءُ وَ مشردونَ فِي أوطانِنا وَ قتلونَا وَ نحنُ أحياءْ !


* بالمُناسبَة : أَنا ماعُدتُ أسمَع !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق