السبت، 5 نوفمبر 2011

مَاتَت صَباحَاتي وَ حتّى أَنا !


أخبرنِي : مِن أينَ آتِي بصباحاتٍ تشبهُ صَباحاتِيَ المَاضِية .. ؟!

- لَقد سلبتنِي قُدرتِي علَى النَّوم ، أشباحُ طيْفكَ تُلاحقُني بكلِّ مكَان لآ تفتَئُ منّي ، تحرِمُني لذَّة السُّهاد فتحِيلُني أنثَى تائِهة لَا فرقَ لديْهَا بينَ ليلٍ وَ نهارْ ، وَ لا ضِياءٍ وَ لا ظلَآم .. مُوجعٌ حالِي مُفجعٌ مَا آلَت إليهِ رُوحِي ، تصدِّق : انكسرَ "خاطرِي" عليّ .. ما عُدتُ أذكرُ فراشِي أو ألجَأ إليْهِ إلا حينَ تشُلِّني حاجتِي إليْك فأستلقِي عليهِ أزفرُ على بزّتكَ الموجودةِ أسفلَ وسادتِي أوجاعِي علَّها إليكَ تصِل .. وَ أمرِّرُ أصَابعِي المُتهالِكة على خطِّ يدَيك علَّ النيرَان التِي تسعرُ بداخِلي تُطفئ .. !

مرارةُ غيَابِك سَلبَتنِي صبَاحاتِي المَاضِية ، مرارةُ غيَابِك حرمتنِي لذّة كوبِ القَهوة .. لو تنطِقُ صَباحَاتِي لرَمتنِي بالخِيانَة بعدَ هَذا العُمرِ الطَّويل .. تعلمْ : كنتُ أعشقُ الصُّبحَ وَ أربيِّهِ بداخِلي كطفلٍ صَغيرٍ وَ أَنا أُمُّه لأنَّ بهِ رائحةَ والدِي عِطرُ حنانِه وَ عبقُ ذكرياتِي معَه حينَ كُنَّا قبلَ سنواتٍ طِوال نخرجُ سويَّةً لوحدِنا حينَ كنتُ ابنتهُ الأولَى المدَلَّلة .. الآن لا أكرهُ شيئاً قدرَ كُرهِي لِلصَّبحِ هَذا الَّذي تبرَّأ مِن أمِّهِ بعدَما ربّتهُ عُمراً مُقفراً .. إنهُ ابنٌ عَاقٌ يزرعُ بيَّ أمل مجيئِكَ لينتزعهُ الليلَ بكلِّ قسوةٍ منّي وَ يجعلُني أماً ثكلَى لكِن ابنُها موجُود لآ أعلمُ كيْف حتّى لآ أعلمُ مَن منَّا تبراَ مَنْ الآخَر ، لكَن : أَلن يغضبَ أبِي يا بنَيّ .. ؟!

مِنَ أينَ آتي بِصبَاحاتٍ تشبِهُ صبَاحَاتيَ المَاضِية .. ؟! مِن أينَ أحضرُ ابتسَامةَ الصَّبحِ المُشرقة .. ؟! مِن أيَّ حديقةٍ أقطفُ لي أملاً جدِيداً ينعشُ أنفاسَ الصَّباح .. ؟! مِنْ أينَ أجلبُ أصحَابِي القُدامَى لِيزهرَ الصُّبحُ بِهم .. ؟! مَا عادَ الصَّباحُ صباحاً يَا أنتَ فأخبرنِي مَن يبيعُنِي بدلاً عن صباحَاتِي هذهْ صباحاتٍ تشبهُ صباحاتِيَ القدِيمة .. ؟!

ما عَادَ يأتِي الصَّباحُ إليَّ وَ إن أتَى أتَى ميتَّ الأنفاسِ مكفَّنَ الساعاتِ مخنوقَ الدَّقَائِق .. ءَ تعرفُ معنَى أنْ ياتيكَ ابنكَ على نعشِهِ ملفوفَاً بِكفن .. ؟! ءَ تعرفُ معْنَى أنْ تهيلَ على حلِيل روحِكَ التُّربَ وَ تمضِيْ .. ؟! أينَ باللهِ وجهكَ شطْراً سَتولِّيْ .. ؟! أخبركَ سِرَّاً : يومَ أهلتُ التُّربَ على صَباحَاتِي تلكَ تكفَّن معَها دونَ انتباهٍ منِّي أنتَ وَ هوَ وَ هُم وّ كلُّهُم ، فعدتُ أبحثُ عنكُم لمْ أجِدكُم .. صرختُ بكَ وِ بهِ وَ بهِم لكنَّكُم ما أجبتُم .. أينَ يا تُرى عنّي ذَهبتُم .. ؟!

ضعتُ في غياهِب السُّؤال ، تمرَّدتُ على البُّكاء وَ قلتُ تعُودون ، هذَا طبعُ الـْ / يُحبُّون .. رسمتُ على جدارِ غرفتِي مجيئَكُم لكنَّكُم بعدَ عمرٍ خنتمُونِي وَ خذلتمُونِي وَ ما عُدتُم .. لْم أعثُر عليْكُم عَن يمينِ قلبِي وَ لا عَن يَساره بحثتُ طويلاً عنكُم لكِن بِلا جَدوى .. فقُلِّ لِي بربّكَ كيفَ أعودُ أحبُّ الصُّبح وَ أنا أعلمُ أنَّهُ لن يأتِ بِكُم .. كيف ذاكَ أخبِرني .. !

رسالةٌ مِن ذاكَ الصُّبحِ إليْك : عُد بِربِّك كيفَ أَقولُها أنِّي أحتاجُك .. ؟! عُد للحظةٍ فقط أزحْ أشباحَك عنّي ثَّم عاوِد ممُارسةَ المغِيب إن أعجبَك ، عُد للحظَةٍ استمعْ لما أريدُ قولَه وَ لا يُقال ثَّم عاوِد ممارسَة المَغيبِ إن أعجبَك ، عُد لتأخذَ ورمَ حبِّكَ المتأصِّلِ بي وَ صورتكَ المزروعةٍ بعينيَّ ثمَّ عاوِد ممارَسة الغِيابِ إن أعجبَك ، عُد لوهلةٍ أرجُوك لمَ لا تسْمَع وَ لا تَرحَم .. ؟!

إلى صَحبِيْ : أنتُم تعلمُون وَ أنا أعلَم أنِّي أمرُّ بأسوأ مرحلةٍ فِي عُمري لكِن أنَا هُنا وَ أنتُم هُنَاك وَ ضلَلتُ في ضلَالاتِ السُّؤال : أينَ هُناك هذهِ تَكُون .. ؟! لمَ أنبتُّمُ الوحدةَ بخلَايَايَ وَ غِبتُم .. ؟! لمَ اختَفت أصوَاتُكم الدَّافِئة .. ؟! لمَ أخَذتُم منِّيْ كُلَّ شيءٍ وَ حينَ أردتُ تلاشَيتُم .. ؟! لمَ لمَ لمَ لو تجيبُون فقطْ .. !

إلى لَا أحَد : تَعال تقاسَم ذاتِي معِي فَأنَا مِثلكَ اليَومَ لا أحَد .. !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق