الجمعة، 21 أكتوبر 2011

غآإآإآب !


- كُوب القَهوَة !
ذَاك لَم يعُد يعنِي أنّ الصُّبحَ أَتَى
ذَاكَ لَم يعُد يعنِي أنَّ الليلَ غَفى ..

أَلم أُخبِركْ .. ؟!
يَومَ رَحل أَخذَ الصُّبحَ بحقِيبتِه
خَبّأ الرُّقادَ بينَ أمتِعتِه وَ تركَ السُّهاد ..

وَ .... غَآإآإآإآبَ وَ غآإآإبَ وَ .... غآإآإبْ


مُفجِعّة !


الجمعة، 14 أكتوبر 2011

أنا فتاة سيئة (2) .. !


- لَقد فقدتُ القُدرة عّلى الحدِيث، نسيتُ كيفَ أزيحُ فكيّ عن بعضَهُما وَ كيفَ أُخرجُ الحُروف مِن حُنجرتِي .. يا صاحِبي
أدمنتُ الصّمتَ كقهوة الصَّباح وَ أجدتُ الثُّرثرة بعينيّ لكنّهُم أميُّون لآ يُجيدون القِراءة حتّى تلفَت الآنَ عينَاي ، ههههههه
إني أحتاجُ لمئةِ عينِ أُخرَى وَ ستعطبُ كلُّها فبمَ بعدُ أستفرِغُ زُحام الحدِيثِ بداخلِي !

* كلهُ بسببكِ أنتِ الّتي تصمتُ دوماً .. 
*حقَّاً .. ؟!
* أجَل حقاً ، كيفَ لنا أن نعلمَ مابكِ وَ أنتِ لا تتحدّثين !

الصَّداقةُ يا صاحبِي إحساسٌ عميق كعمقِ الحبِّ الّذي نحملهُ لأبوَينَا .. الصَّداقة يا صاحبِي شعورٌ عظِيم يجعلكَ تعرِف
مابيّ حتّى دُونَ كلآم .. وَ بعدَ هذَا أنَا الآن أعلمُ أنّكَ ستقُول أنّي الفتاةُ الأكثرُ غباءً وَ المُتطلبّة جداً وَ التِي تريدُ كلِّ شيءٍ
وفقاً لمزاجِها وَ أنا الأكثرُ تذمراً لكِن لِي بسُؤال : لمَ مع كلِّ هذا تصرُّ على الاحتفاظِ بِي .. ؟!

حسناً .. أنَا الفتاةُ الأسوأ فِي هذَا العَالم ، أنا الفتاةُ التِي جاءَت فِي زمنٍ غير زمنِها ، وَ أنا التِي وصلتُ متأخرةً جداً ، وَ أنا
كومةٌ مِن رماد أسْود جاءَت تعيثُ فساداً في أرضِكًم يا صاحِبي ، وَ أنا ذَاك العجزُ المتمَثِّل فِي عينَي شيخٍ كبِير ، وَ أنا 
ذّاك الخَوف المتوطّن في طفلِ صغير ، وَ أنَا شيطانٌ مِنَ الإنس واجبٌ أنْ تقتُلوه ، وَ أنا يا صاحبِي لو تدرِي كتلةٌ مِن الخيبَةِ
وَ الألم لَم يعلَم بِها أحَد ، وَ أنا يا صاحِبي ...... هكذَا لا شيء !

* افتحِي عينيكِ أبصِري نوراً .. دعِي قلبكِ ينبِض !
* تقصِدُني أنَا .. ؟!
* أجل أنتِ ، هيّا انهضِي فلَا زال هُناك ما يستحقُّ الحيَاة .
* أرجوك ، لا أريدُ أن أبكِي :)
* يا إلهِي ، لمَ رأسكِ فارغٌ هكذا .. ؟!

تُصدِّقنِي إذا قُلت لكَ أنَّ رأسِي ليسَ فارغاً وَ بهِ مليُون فكرةٍ متضَاربة .. ؟! وَ تصِّدقنِي إذا قُلت لكَ أنّي أُعانِي مِن موتٍ
مُزمن ، أمُوتُ كلَّ مرةٍ لأنَني السِّيئة التِي يُحاولون إعادةَ النبضِ لَها فتتكسَّر أضلعُ صدرِها وَ لا تنبِض وَ مّع هذَا أَنا ...
لآ أمُوت وَ لا أجعلُهم يقيمُون لِي عزاءً أو يرتدُون السَّواد ، أنا هكذَا أمُوت وحدِي وَ أعاودِ الحياةَ وحدِي !

كيفَ يبصرُ النُّور مَن ما عادَ يُبصِر وَ غطّى بصرهُ الْوجَع .. ؟! آآخ لَو كانَت العُيون هيَ مَن تُبصِر لانجَلى نصفُ همّي
لكِنّها تعمَى القُلوبُ الّتِي فِي الصُّدور .. وَ قلبِي كيفَ لا يَعمَى وَ نزفُ الجِراح بِه لا يَهدأُ لحظَة .. ؟! لا لآ لآ تنظُر إليّ هكذا
لآ تُشفِق علي لآ تَقُل أنّي طيّبة وَ أكسِر القَلب لَا ترسُمنِي صورةً ليسَت أنَا وَ لَا تصِفنِي إنساناً لا يُشبِهُني فأنَا تماماً أعلمُ 
ما أنَا وَ أنتمُ الّذين لا تعْلمُون .. أدركُ أنّ صوتِي مكتظٌّ بالحُزن وَ عينَاي مملوءتانِ بالسُّقم وَ روحِي أشلاءٌ وَ جسدِي بقايَا 
وَ ... جسمِي ناحِلٌ وَ جلدِي أصفَر وَ عظامِي بارزةٌ جداً بشكلٍ بشع لكِن لا تُشفق !

* غبيّة ..
* أشكُرك :)
* متبلّدة مابكِ شُعور ..
* أشكُركْ :)

أعلمُ أنّكَ تنتظِرُني أن أغضَب وَ تثورُ ثائِرتي وَ أنفّسُ عَن ذلكَ بصراخٍ مدوٍّ لكِن ألمْ أخبركَ أنّهُ ما عادَ هُناك ما يستحقُّ
الغَضب وَ لا الصُّراخ وَ أنّي تنازلتُ عن القناعةِ التي لدّي بأنَّ هُناك دوماً ما يستحقُ الحياة كمَا تنازلتُ عن قناعاتٍ
كثِيرة أُخرى وَ صرخاتٍ كثيرة وَ حقوقٍ كثيرة وَ أمنياتٍ كثيرة وَ .. أحلامٍ كثيرة !

* لمَ أنتِ هكذّا .. ؟!
* لأنّي ماعدتُ أثقُ بالنّاس وَ لا أؤمِن بالصَّداقَات .. 
* وَ السّبَب .. ؟!
* لآ شيءْ .. أبداً لا شيءْ :)

ملَأنِي الأصدِقاءُ بالخَيبةِ وَ اختَفَوا ثمّ عادُوا خائفين لآ ليسَ عليّ بَل على أنفُسِهم هل سامحتُهم أَم لآ .. ؟! هههههه مضحِك
صحِيح يثير الشَّفقة صحيح .. ؟! لَكِن قُلنَا لا تُشفِق ربّما لأنّ هناك ما يثيرُ الشَّفقة أكثَر أنّي أعطيتُهم كلَّ شيء وَ حينَ أخذُوا
كلَّ شيء غابُوا خلفَ الأُفق اللآ مُنتهِي خوفَاً مِن أنْ أطلِبهُم شيء لذا وعدتُ نفسِي ألا أفعَل !

هذهِ هيَ الحَياة أتَت بِهم لي وَ أخذتهُم منّي أنا لَم أذهَب لأحَد وَ لم أرحَل عَن أحَد .. وَ أنا حتّى لم أقدِّم شيئاً لأحَد كَما يَقولون هُم
وَ لم أبدِي اهتماماً بأحَد أنا أنَانيّةٌ جداً لدرجةِ أنّني لم أطلبهُم شيئاً وَ لم أشارِكهُم أيّاً مِن أحزانِي وَ لم أصرُخ بوجوهِهم وَ احتفظتُ
بذاكَ في داخِلي ، أنا الأسوأُ دوماً وَ هم ملائكةُ الأرضِ المُنزلون الّذين لمُ أقدّرهُم !

* حاولِي الابتِسام .. 
* تفشلُ كلُّ المحاولاتْ .. !
* لمَ .. ؟!
* لأنّهم يرونِي أمُوت وَ ..... 
* وَ ماذّا .. ؟!
* يلقَنونِي الشَّهادة :)

ماعلّمونا كيفيّة الموتِ يا صاحِبي !