الجمعة، 13 سبتمبر 2013

ءَ كلُّ الأحزَانِ تَرحلْ !



* كَم مضى مِن الزّمن علَى آخرِ مرَّةٍ استطَعتُ الكِتابة فِيها هُنا !

  يحدثُ جداً أن نعجزَ عن الكِتابَة ، وَ أن نترُك خلفَنا رمادَ كلِّ شيء وَ عُمراً لم نُحكِم إغلَاقه وَ بعضَ الخَيباتِ وَ الانكِساراتِ وَ شيئاً من الوجَع وَ نبتسمَ للحَياةِ من جدِيد كأن لم يكُن ذات يومٍ قد سكنَنا ألمْ لكِن ماذَا لو عادتْ كلُّ تلكَ الكتَائِب لتغزَو قلوبَنا وَ أرواحَنا الهَلكى ؟ ماذَا لو عادَت برباطةِ جأشٍ وَ استباحتْنا وَ أرغَمتنا علَى رفعِ راياتٍ بيضاء لم ترمُز للسَّلامِ بل للاستِسلام !

أمِّي ، لا تبكِ أرجوكِ احفظِي عينيكِ عنْ حُرقةِ الدَم وَ وجعِ السُّهاد .. لا تبكِ يا أمِّي فَالوجعُ الذي سيأخُذنِي منكِ لنْ ترينَهُ جليَّاً هكذا تمَماً كما يقُولون الرُّصاصةُ التِي تقتُلك لن تسمَع صوتَها لذَا لا تقلقِي لا تجعَلي الحُزن يستوطنِ نظراتكِ وَ قلبكِ ، ارفعِي رأسكِ عالياً كهذا وَ انظُري للسَّماءِ وَ افرحِي اللهُ هُناك وَ الأملُ هُناك وَ أرواحنُا العاريَة الضعيفَة تحتَ سقفِ رحمتِه فلا تخافِي من شيءْ .. 

آلاءْ ، هلْ تعرفِين الهرَب الذي لا ينتهِي إلا إليكِ ؟ هلْ تعرفِين الأكاذِيبَ التِي نختلِقُها لنعيشْ أو لنبتسِم أو على الأقل لنتنَفّس ؟ هذهِ ما حِكايَةُ وجُودها بدواخِلنا وَ مالذِي يُجبرنَا علَيها ؟ أنا لا أعلمْ فهَل تعلمِين أنتِ ؟ تعالَي للحظَة أخبرينِي ألمْ يُتعبكِ هذا الصَمتُ وَ هذا المغِيب الذي طال جداً ؟ مَتى ستقررينَ العودة للحظَة لتريْ عينيَّ وَ لتشعُري بهذا الخَدرِ الذي يسْري بأطرافِي وَ يجعلنِي لا أريدُ فعلَ شيءٍ أو لا أستطيعُ فعل شيءٍ أصلاً .. آلاءْ ، الأملُ في السَّماء وَ أنا على الأرضِ كيفَ أعيشهْ ؟ علميني يا كلَّ الذي بروحِي نما من عينيكِ .. علميني فمَا عادَ بهذهِ الروحِ متسع وَ لا هُدى .. أشعرُ كَما لو أنَّ قلبِي لا ينبِض وَ روحِي ليسَت على قيدِ الحَياة ، فجأةً ارتدى العالمُ ثيابَ المحرَّم وَ تعالى البُكاء بأذني فبكَيت ، بكيتُ حتَّى تعطبَّت عيناي عن النومِ وَ البُكاء وَ الإبصارْ فكلُّ رؤيَاي أصبحت ضبابْ أو شيءٌ من سراب أركُض إليه ثمَ يختَفي بل يسخَرُ من جنُونِي وَ يختِفي .. أينَ رحتِ وَ خلّفتنِي وحيدة لا تعرفُ كيفَ تعيشُ للآنَ بلا صوتكِ وَ عينيكَ وَ روحكِ ؟ أينَ رحتِ وَ خلفَ أيِّ ستارٍ اختبأتُ ابتسامتكِ وَ ملأ الحياة يأسٌ فضيع !

* حتّى الآن لا أدرِي ماذَا أهذِي لذا الصمتُ جيدٌ جداً هذهِ الأيَّام !