الجمعة، 20 يوليو 2012

Crying !

وَ لا مِن / تُقى !


- لَم أكُن أُريدُ أن أعترِفَ لي أنَّهُ مرَّ عامٌ كامِلٌ مِنَ الانتظارِ وَ الخيبَات وَ كِثر البكاءْ .. لَم أكُن أريدُ أنْ أعترِف لِي أنَّهُ مرَّ عامٌ كاملٌ بكلِّ لياليهِ الطَّويلة التِي لا تنقضِي وَ الصباحاتِ التِّي لا تأتِي وَ الشَّمسُ التِّي لا تُشرِقْ .. لمْ أكن أريدُ أن أعترفْ !

لا أدرِي حقاَّ كيفَ مرَّ هذَا العَامْ ، فيمَ قضيتُه وَ ما أهمُّ شيءٍ فعلتهُ بِه .. كُلُّ ما حَدث أنِّي كبُرتُ عاماً آخر لكِن لمْ أكتُب بهِ رسالةً لِي لأنِّي لَم أكُن أنَا .. لم أعُد أنَا الطالبَةُ التي تدرسُ لتحرزَ مجموعاً عالياً بالثانوية بل أصبحتُ شيئاً يطلقون عليهِ لقب طالبةٍ جامعيَّة ؛ تغيَّرت أشياءُ كثيرة حتَّى أوجاعِي .. الصباحاتُ ما عادت تحتَوي صدِيقاتِي وَ ما عادَ مقرُّ الدراسةِ قريباً مِن منزلِي وَ بوسطِ قريتي الصَّغيرة بل أصبح مكاناً واسعاً بعيداً جداً مزَّق روحِي وَ حطَّمنِي في كثيرٍ من الأيامْ .. وَ تقولُ صديقتِي أنِّي أصبحتُ أقلَّ تفاعلاً وَ أكثرَ بروداً وَ صمتاً وَ هرباً وَ خجلاً لكِّنها غبية لا تدرِي أنَّ المشكلةَ في أنَّني أصبحتُ أكثرَ فراغاً وَ أنَّ فتيلَ الحياةِ بقلبِي قد انطفئ وَ كلَّما حاولتُ إشعاله هبَّت رياحُ الفقدِ عاتيةً وَ كسرتنِيْ وَ كِثرُ انكساراتِي جعلَ عينيَّ خاليتينِ مِن كلِّ شيء .. باهتةٌ تفاصيلُ الحياةِ بلا أيِّ لونٍ يشدُّني و كأنَّها رمادُ جمرٍ مُحترقْ ، لا شيءَ بها يُغرينِي لا النومُ وَ لا الطعامُ وَ لا الكلامُ وَ لا اللقاءاتُ الحميميَّة وَ لا الوداعُ الدافئ وَ لا أيِّ شيءٍ آخر .. نَعم لا أدرِي كيفَ مرَّ عامٌ وَ أنا واقفةٌ بذاتِ المكانِ ما قبلَ عام وَ كأنَّ شيئاً ما يقيدُني وَ يأبى أن يُحرِّرني فمرَّ الجميعُ عن يميني وَ عن شمالِي وَ من خلفِي وَ أمامِي وَ أنا الأسيرةُ وحدي في ذاكَ المكانِ رهينَة ربَّما باقية .. كبُر كل الأطفال وَ تغيَّرت كل الأشياءْ لا الأصدقاء هُمُ الأصدقاء وَ لا الحبُّ هو الحبُّ وَ لا الوجعُ هوَ الوجعُ وَ لا الابتساماتُ هيَ الابتسامَات وَ بقيتُ أنا أنظرُ بعينينِ خائبتيْنِ كيفَ يمضِي الجميعُ وَ لا يذكُرنِي أحَد .. وَ بعدَها تلفَت عينَاي وَ أصبحَ كلُّ شيءٍ مُظلماً مُريباً ينشُر الخوفَ بأطرافِي وَ يتلذذُ بصراخِ روحِي لحناً حزيناً أتلفَ لي أُذنايْ وَ أعصابِي وَ قلبِي وَ عقلِي ؛ فماذا بعد يجبُ أن يتلفَ مني لستُ أدرِي .. كثيراً ما تجمَّدت أطرافِي عن أيِّ شيء مِن فرطِ الأسى وَ كثيراً ما أمطرَت عينيَّ الحنينَ إليكْ وَ كثيراً ما كذَبتُ على نفسِي بأنكَ هُنا أو أنكَ بعدَ قليلٍ ستأتِي لكنَّك تخذُلني فِي كلِّ مرةٍ وَ لا تأتِ لذآ / صنعتُكَ لي فِي هاتفِي [ اِسمك وَ رقمي القَديمْ ] وَ كتبتُ لكَ كثيراً مِنَ الأحاديث وَ تركتُ لكَ كثيراً منَ الرسائل فِي نهاياتِ الليلِ وَ بداياتِ الفَجر وَ ضممتُ الهاتفَ لقلبِي كأنهُ أنْت وَ بكيتُ حتَّى متُّ أو غَفوتَ وَ هذا كمَا لا تعلمُ أنْت أتلفَ رأسِي وَ جعلَ الألمَ لا يُفارِقنُي .. لَم أكنُ أريدُ أن أعترفَ لِي أنهُ مرَّ عامٌ أجل كَي لا أعترفَ بكلِّ هذا الغباءْ المُفرَط الذِي فعلتُه وَ أنا أنتَظرُك وَ أنتَ لا أدرِي ءَ في رغدِ العيشِ كائنٌ أم فِي حضيضِه وَ لا أدرِي مايحدثُ معَك وَ لا كيفَ وَ لا مَتى وَ لا أيَّ شيء ؛ نعَم أعترف كان هُناكَ سبيلاً لا مُباشراً للوصولِ إلَيك لكنْ لم يكُن قلبِي يرضَ بِغيرِك .. بحثتُ عنكَ فيْ كلِّ مكان فوجدُتك فِي كلِّ مكان أو على الأَقل بقايَا مِنك إلا فِي حياتِي عجزتُ أن أجدَك اليَوم وَ أمسَ وَ ما قبلَهُما وَ سأعجزُ عن ذلكَ أيضاً غداً كَما حدثَ دوماً في العَامِ الذَّي مَضى .. أكثَرُ ما كانَ متعباً كلمتَي [ اِنسيهِ ، لا تنتظرِيه ] كَانتا تقتُلانِ بي كلَّ شيء مِن أقصَايَ لأقصَاي وَ لم يكُن يعلمُ أحدٌ بالوجعِ المصاحبِ لهُما عدَا أنا وَ قلبِي المُتحطِّم الذَّي يُصارعُ الموتَ فقط كَي يلتقِيك وَ لم يحدُث ، لا أدرِي كَم قدرُ القَسوةِ التَّي بصدرِك وَ لا أدرِي كيفَ لطِيبكَ أنْ يَتركنِي أتخبَّطُ فِي المسرَى وَ لا يرحمُنِي وَ لا أدرِي مالسَّببُ الذِي جعلكَ تكُونُ أكثرِ الأشخاصِ بُعداً عنِّي .. أضنانِيَ البحثُ عنِ السَّبب وَ كثيراً ما جفَّ الدمُ في عروقِي مِن الخوفِ عَليك لكِن كلُّ ذلكَ لم يكُن كفيلاً بأن أحظَى بِك ؛ لا تدرِي كَم دمرَّنِي هذا وَ كم وَ كم وَ كم وَ كم إلى أن دفعنِي للصَّمت وَ الاختباءِ خلفَ ذكرَياتٍ تكدَّسَ فوقها الغُبار لكِن لم أهتَم فكلُّ ما كانَ يهُمنِّي هوَ الاختباءُ بحدِّ ذاتهِ عنْ أعينُ النَّاس وَ عنِ النَّاس التِّي لطَالمَا خفتُ أنْ تكتشِف ضعفِي وَ وهنِي وَ حتّي هذا لم يحدُث فلطَالما كنتُ لا شيء بالنسبةِ لأحَد ؛ لا يلحظون بيْ شيء وَ ضحكةٌ منِّي كاذبة تكفيهِم لأن يقتنعُوا أنِّي بخير وَ أنَّ كلَّ شيءٍ قد زالَ وَ ذهب .. قلبِي بخير وَ نبضِي بخير وَ داخلِي مملوء بالحُب وَ أنا أرتعُ فرحاً وَ أنامُ بهدوء وَ راحة وَ أبتسمُ مِن أعماقِي وَ أكذب عليهِم وَ يصدِّقون لكِن كيفَ أصدقُّ أنا كل هذهِ الأكاذيبِ البالِية هذا هوَ السؤالُ الَّذي لا جوابَ لَه ككثيرٍ من الأسئلة الأُخرى التِي لا جوابَ لها بقِيت بقلبِي لتُجيبهَا أنتْ .. لا أكتبُ هُنا لأكتُب وَ لا لأنالَ شفقةً مِنكَ أو مِن أحَد فكلُّ أحَد عنِّي بعِيد يرُاقبُ قصَّة موتِي بصمتٍ كيْ لا يُفسدَ الهدوء الّذي أحبهُ أنا وَ لا أكتبُ لأكسرَ قلبَ أحَد أكتبُ فقط كَي لا أختنِق ، أكتبُ فقط لأنَّ بداخلي رغبةٌ للاستفراغ وَ إلا فالكِتابةُ ما عادتْ لِي وَ لا تُغرينِي وَ لا أيَّ شيءٍ مِن هذا وَ لستُ أكتبُ حتَّى لأحضى بحضنٍ دافئ يضمنُّي فما عُدتُ أثق بالأحضانِ الدافئة وَ لا القُبلِ الحنونةِ إلا معَ أبِيْ وَ واعدتُني ألا أحتاجَ لأحَد وَ لا أطلبَ من أحد وَ لا أثقُ بأحَد .. كلُّه بسببِ غيابِك وَ بسببِ العامِ الذِّي انقضى وَ جاءَ سبتٌ أخيرٌ كالعامِ الذِّي مضَى ؛ مُضحكٌ هوَ القدر يصرُّ على أذيَّتنَا وَ كأنَّنا تناسَينا كلَّ الذِي كان مِن وجعِنا .. أعِدُك أنْ ينتهِي هذَا الشهر وَ أنساك لكِن لنتفقَ من الآن إن خُنتُ وعدِي لا تكسرنِي بكلمَة ، لن أتذَكرَّك لن أدعُوَ لك لا وَ لن أبحثَ عنكَ فِي أماكنَ كثيرَة قَد تكونُ تحتوِيك وَ لا عن أحدٍ قد يُشبهك .. أدرِي فِي نهايةِ الأمرِ أنِّي بائسةٌ جداً وَ أثرثرُ بلا وعيٍ أبداً وَ لا أدري ما أكتُب وَ لا أيَّ شيءٍ آخر لكِن ....... لا بأسَ أبداً لا بأس سيكُون اللهُ معِي .. وَ بالمناسبَة / رمضانكَ بخير !