الثلاثاء، 24 يناير 2012
هذهِ السندريلَّا التِي بَلا أمِير .. !
- أعلمُ جيِّداً أنَّهُ لا فائدَةَ تُرجى مِن انتِظارَك ، وَ أعلمُ أنَّني إذا انتظرتُكَ سأُملئُ بالخَيباتْ ، وَ أعلمُ أنَّكَ المسارُ الوحيدُ
الّذي لا يجبُ أن أسلُكَه ، وَ أعلمُ أنَّ وجودكَ بقلبيْ نُدبٌ يشوِّهُني وَ ينفِّر مَن حولِي عنِّي وَ مع كلِّ هذا لا زلتُ أحبُّك
وَ لا أجدُنِي أهتدِي لسوى مسَارِك ، لا تلُمنِي فإنِّي لا أزالُ طفلةً نبضُها يحتاجُك وَ أنتَ مضيتَ عنها فكيفَ تريدُها بينَ
عشيَّةٍ وَ صبيحتِها أن تعتَاد على غِيابِكْ .. !
لقدْ أدركتُ الآنَ جيداً كم عاثَ غيابُكَ بروحيَ فساداً ، وَ أدركتُ مدى قسوتكَ وَ أنانيتكْ ، وَ اتّضح لي مقدارُ وحشيَّتك
التي تفوق وحشيَّة ألمِ فقدِك ، لَو تعُود فقط للحظَةٍ تُخبرُني بَها ما ذنبِي لأُعاقبَ هكذا .. !
أشعرُ أنَّني تلكَ السِّندريلا الَّتي بلا أميرْ ، نسخةٌ مزيَّفةٌ أنا عنْ حِكايةِ سندِّريلا الّتي ترويها الجدَاتُ لأحفادِها ، نسخةٌ
مقيتةٌ رائحتُها نتنة لن يحبَّها أيُّ من الأطفالِ أو الجدَّات العَجائِز ، فَباللهِ عليكَ لم جعلتَنِي هكذا .. لمَ خلَّفتنِي في الأوَّلين
وَ أنا منبوذةٌ بينهُم .. لمَ اخترتَ البُعدَ عنِّي ، لمَ جعلتَ بينِي وَ بينكَ مسافاتٌ وَ أعمَار .. ءَ تراهُ كانَ دورُ الأميرِ بحكايةِ
سندريلّا لا يُعجِبُك .. أمْ أنَّك لم تستمعْ يوماً للحكايَة .. !
لستُ أدرِي مالّذي يجبُ عليَّ فعلهُ أو قَوله ، أعرفُ أنَّك لن تأتِ مع الأمطارِ الغزيرة وَ لن تكونَ قطعةَ حلوى بينَ حلوَاي
وَ لن تتحوَّل لدميةٍ من تلكَ الدُّمى التِي على سريرِي ، وَ أعرفُ أنَّنا لن نلتقِي ذات صُدفةٍ مآ وَ أنهُ إذا التقينَا لن تعرِفني
أو لن تتعرَّفَ علَي ، يا صاحبَ القلبِ الحزين ؛ قُل لِي مالّذي يحجبُكَ عنِّي .. !
واعدتُ نفسِي ألا أنتظرَك ، وَ واعدتُها أنهُ إذا بكَت عليكَ سأُعاقِبُها ، وَ جعلتُها تتيقَّنُ أنهُ لن يرأفَ بها أحَد وَ لن يدفعَ عنها
العِقاب وَ لن يرحمَها شخصٌ وَ يحضِركْ .. لكِنِّي فشلت ، فشِلت ، فشِلت .. !
يا صاحبَ العينينِ المُوجعتَينِ وَ نُدبةٌ بالجبينْ ، ءَ تدريِ لمَ فشِلت .. ؟!
لأنِّي كلَّما جئتُ لأعاقبَني لأنِّي أبكي عليك وَ أنتظُرك ، تأخذنيَ الرأفةُ بِي وَ أكسر خاطرَ ذاتِي وَ تصعبُ عليَّ أنايْ بشدَّة
فلعنةُ انتِظارك وَ دمُوع بكاكَ وَ سهر الليالِي كفيلةٌ بِأن تكونَ أقسى عقَابْ .. !
[ عُد يا أنتَ ، عُد رمِّمنِي وَ خذنِي إليكَ ما بقيَ بالنفسِ قوَّة للمُقاومَة .. عُد فالضعفُ يكسُونِي ]
* تُقى جعفر ..
1-3-1433 هـ
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)