الأحد، 21 نوفمبر 2010

كبُرنا ..



- هيّا بنآ يَ أنا ..
- إلى أين .. ؟!
- نجمعُ أشيائي ..
- من أين .. ؟!
- مِن الماضيْ ..
- الماضيْ .. !!
- أجل من الماضي القديمِ يَ أنآ ؛ سَ نذهبُ هناك وَ نجمعها ..
- نذهب إلى الماضيْ .. إلى الماضي وَ نجمعهآ .. ؟!
- أجل إلى الماضي ما بكِ .. ؟!
- أفكّر في أنّ الماضِي تغيّر ؛ ء هل ستعرفينَه .. ؟!
- هههههههه ؛ أضحكتني يَ أنآ ..
- .. !!
- الماضيْ لا يتغيّر ؛ صدّقيني نحنُ منْ نتغيّر .. أمّا هُو لآ ..
المآضِي لآ زالَ هُو .. أيام ميلآدُها الصبح وَ وأدها الليل .. أيّامٌ
عُمرها أربعٌ وَ عشْرُون ساعَة .. لمْ تفتئ الشمسُ من إحراقها ..
وَ لا القمرُ من إنارتها .. وَ النجومُ من تزيينِها ..
- رُبّمآ ..
- بلْ حقّاً ليسَ رُبّما ..
- كما تشائينَ يَ نَجفْ ؛ لِنذهبْ .. لكن مَآذا سَ نجمّعْ .. ؟!
- أشيائي التي نَسيتُها .. رحلتُ عنْها وَ خلّفتها وَ نَسيْتُها ..
- ءَ أعرِفُها .. ؟!
- نعم تَعرِفينَها ..
- مَآ / من هِيَ .. ؟!
- ضِحكتي الّتي نسِيتُها في ذاك الزُقاق ابتسامةٌ عندَ المُنعطَف ..
وَ على الرّصِيف دُميةٌ قطعتُ إِحدَى يَديْها .. على الأراجِيحِ أمنياتٌ
لآ زالتْ تتَأرجحُ تَنتَظِرنُي أنْ أمسكَ يدهَا وَ نَرجعُ لِلمَنزِل .. وَ معَ
الأزهارِ أحلامٌ وَخزهَا الشّوك .. وَ أقلآمٌ مُلقاةٌ بـِ عبثٍ في غُرفتِي
وَ دفترُ تلوِين .. فوقَ سرِيريَ الصّغير كرّاساتُ رسمٍ مَاتَ الحبرُ
عليْها وَ لم تَكتِمل اللْوحةْ .. وَ طفولةٌ نَسِيتُها على سطحِ مَنزِلي فجراً
ترقَبُ طُلوعَ الشمس عنْ قربٍ فَ لربّما لمستْها .. وَ ملامحٌ باسمة
على الرّفِ غابرة .. وَ صوتٌ طفولِيٌّ وَ حُنجُرة .. وَ معطفٌ أحمر 
بهِ زهرةٌ بيضاءُ على اليَمِين .. وَ إسوارةٌ قدِ اِشتراها لِي والدِي ..
وَ سلسالُ ذهبِ أهدْتنِيهِ أمي وَ خاتمٌ منَ صَدِيق .. وَ شرّاب وَ حذَاء
وَ ممحاةٌ وَ قلمُ رصاصٍ وَ الكثيرُ مِنَ الملابِس مرميةٌ بـِ غرفةِ منزِلي
السّابِق .. وَ سيجارةٌ سرقتُها مِن أبي لِ أصبحَ فّتى .. وَ أحمرٌ شفاهٍ
مِن أميْ لِأصبحَ أنثَى كَبيرَة .. وَ .....
- كفى نجف ؛ كفى ـآآآآآآ ..
- ءءء .. لِمَ .. ؟!
- تريدينَ أن تعودِي لِ تجمعي كلّ هؤلاء .. ؟!
- أجلْ ..
- هِهْ . ! اِغسلي يديكِ ..
- .. !!
- لأنّهُ كَبُرتِي.. كَبُرتِي .. كَبُرتِي ..

|

وَ . ماتتْ الأَنَا .. حِينَ كبُرتْ .. !

الجمعة، 19 نوفمبر 2010

ءَ يا تلكَ الدُّهور ..

 
 
 
مَرّت على الدهورِ دُهور .. طالمآ كَانت تربتِ على كتفِ
الحَنينْ ؛ مُسليّة لَهْ .. تُناغِيه وَ تُغنّي لهُ وَ الصوتُ مِنها
بِه مِليونُ بحّةٍ وَ غصّة / ءَ يا تلكَ الدّهورِ الطيبّة :
سلآمُ الماضِي عليكِ ؛ رحلتِ وَ على القارعةِ انتظرناكِ
وَ ماعدتِ .. انتظرناكِ وَ ماعدتِ .. انتظرناكِ وَ ماعدتِ .. !
* لكنْ لمَ .. ؟! / سؤال يتراجفُ على صقيعِ الشفتين ..
ءَ لأنّ حقيبة الطفولةِ المرحة وَ سنينها الفِرحة وَ الضحكاتُ
وَ الأماني وَ الأحلامُ البريئة ثقلتْ على ظهركِ الذِي انحنى .. ؟!
أم / لأنّنا كَبُرنا وَ قست ملآمحنَا وَ ماعدْنا نملكُ تلكَ الملامح
المُغبرة التّي نلوثها بالحلوَى دوماً و بماءِ المطر وَ ترابٍ وَ طينْ .. ؟!
أم / لأنّ العُمرَ سرقنَا وَ الآلامُ وَ المشاغِلُ أَغوتْنا فَ ابتعدنا عنكِ
وَ ما صِرنا نلعبُ وَ نركضُ ؛ نتسلّقُ الأشجارَ وَ نضحك بعفوية .. ؟!

|

يا تلكَ الدهور .. لكِ اللهُ وَ لنا ؛ ما زالَ السؤالُ هُنا .. !



الأربعاء، 17 نوفمبر 2010

العيدُ يا أميّ .. !



- ضاقتْ على عُمري ثِياب العيد يَ أمّيْ قدْ بلغتُ
منهُ عِتيّاً / موجعآ لَا يعرفُ العِيد وَ لا طعمهْ .. !