- إنِّي لستُ أنا ، إنّي لآ أعْرفُني ، أجهلُنِي بشكلٍ كبير !
كُنت أحبُّ غُرفتِي كثيراً وَ أشعُر فيها بالاِنتماء ، الآن لا أشْعُر بالاِنتماءِ لأيّ مكَان .. حتّى غُرفتي هذِه
أصبحتُ أشعُر أنّ بِها شيئاً يخنُقنِي يحبِسُ الأُكسجِينَ عنّي لكِني معَ هذا لا أقوى ليلاً علَى تركِها ، فًأبقى
لمَا بعدَ الفجرِ فيهَا ثمَّ أنزلُ للطابقِ الأسفَل أجلسُ هُناك وحدِي أضعُ سمَّاعاتِ هاتفِي في أُذنِي وَ أفتحُ التِّلفاز
وَ أستلقِي على الأريكَةِ هُناك وَ يمضِي الوقتُ وَ أنا بتلكَ الظُّلمةِ إلا مِن ضوءِ التلفَازِ الّذي أشعلتُه بلَآ داعٍ
لذلِك ، لحِين السَّادسةِ أو مَا قبلَها بِقليل حِين تُشرق الشَّمس بشدَّة أنزَوِي عن ضوئِها لِغُرفتِي حيثُ النافذةُ
مُغطَّاة كيْ لا يُزعجنِي ضوءُها الغَبِي الّذي بتُّ أمقُته .. لَكنِّي ألتفتُ أنِّي بقيتُ دونَ تكييْفٍ في هذا الجوّ الحارْ
وَ حِينَ أُنْزعُ السَّماعاتِ منْ أذنَيْ أشعُر تواً بأنهمَا تؤلمَانِني فَهُما لآ تحتمِلانِ ذلك ، وَ حينَ أُطفئُ التِلفاز أجدُ
أنِّي لمْ أكُن أعلمُ ما أُشاهِد إني فقَط أُشعله ليؤنِس وحدِتي فقد بتُّ أخافُ الجُلوسَ وحدِي .. وَ عندَ خُروجِي أنظرُ
للمِرآة الّتي عندَ المَغسلةِ فِي منزِلي فأرَى عينيَّ تتقدانِ حمرةً قانيَة وَ بدآ حولهَما سوادٌ بشِع وَ لونٌ ليلكِي كرِيه
وَ بدآ التَّعبُ جلياً على وجِهي وَ شاعَ بجسِدي كلِّه لأنِي أشعُر أنَنِي أتهاوَى في الوقتِ الّذي أصعدُ فيه لغُرفتِي
وَ إني لأقررُ النَّوم لكنَّه لا يأتِ إلا بعدَ أعوامْ فَ أبقى أنَا فيْ ظلمةِ عقلِي أتسَاءَل : مَن سرقَ شُعوري مِنّي ؟!