الخميس، 25 أكتوبر 2012

رسَائِل لنْ تصِل !



- وَ حينَ أحتاجُ إليْكَ كالعَادةِ دوماً لا ألْقَاك ، لكِنْ هذهِ المَّرة تمنيتُ لو تأتِي فقَط لأوَّدعَك .. لِأَقولَ لَك :
شُكراً على كُلِّ الخَيباتِ وَ الجُروحِ وَ الحُزنِ وَ الأَلم ؛ شُكراً على العُمرِ الّذي سرقْتهُ مِن عُمريْ ؛ شُكراً على الصِّحةِ التِي سرقتَها مِن صِحّتِي ؛ شُكراً على النبضِ الذّي سَرقْتهُ مِن نبضِي ؛ شُكراً على النظرِ الذّي سَرقتهُ مِن نظَرِي ؛ شُكراً عَلى الفرحِ الذّي سرقتهُ مِن فرحِي ؛ وَ شكراً على ليَاليِ الخوفِ وَ الوحْدةِ وَ الوَحشة وَ النحِيبِ وَ المَوتْ !

أيُّها البعيدُ عنِّي بُعدَ المشرقِ عنِ المَغرِب وَ أنتَ هُنا : تَعال مِن فضلِك وَدِّعنِي بكلمةٍ واحدَة بحرفٍ بهمسٍ بنظرَة ؛ قَد يُفلحُ هذا فِي محوِ أثرِ الجُرحِ الغائرِ بصدرِي .. أَو هلْ تعرفُ تاجرَ قلوبٍ يستَبدلُ قلبِي بقلبٍ أجوفٍ فارِغ ؟ أوْ هَل تعرفُ أحداً يبيعُ ملامحَ صافيَة نقيَّة خالِية مِنَ الحُزنِ وَ تشوُّهاتٍ الفقدِ وَ السِنينْ ؟ أوْ هلْ تعرفُ مكاناً يداوِي الأجسَادَ الصَّرعى وَ التِي أتلفتهَا الأدويَّة وَ ينفخُ فيها بدلَ روحِها المعطُوبةِ عن الحَياة روحاً تملكُ على الحياةِ قوَىً وَ يُهدونَنِي بهِ عُمراً جديداً خالياً منَ الآهاتِ وَ الأوجاعِ وَ الفقدِ وَ / أَنتْ !


* للرَّجاءِ وَ السَّماءَ : عُد ودِّعنِي وَ أكمِل رحِيلَك !

الأحد، 21 أكتوبر 2012

مؤمنةٌ بذلك :)

عَن وَطنْ !


* .. أبحثُ عَن / وَطنْ !

وَ كأنَّ تلكَ الطُيوفَ الليليّة أنتِ ؛ وَ أشباحُ العُمرِ صُورَتكِ ؛ وَ كلُّ الأحلامِ المُفزِعة تنْتمِي لفصلِ غيَابِكِ ؛ وَ كلُّ شيء كلُّ شيء هُوَ منكِ وَ فيكِ وَ لأَجلِكِ وَ بسببِكِ وَ متعلِّقة بِكِ حتّى أنَا وَ وجعُ قلبِي وَ سيولُ دمُوعِي وَ أسَاي وَ مقاعدُ انتِظارِي الجازِعة وَ تلكَ التواريخُ القديمَة المحفورَةِ فقَط بذاكرتِي أنَا ، أرقُ الليَالِي وَ الانِكساراتُ التِّي في وضحِ النَّهارِ تفضحُنِي وَ السُؤالاتِ الحَائرَة : أينَ أنتِ ؟


مَوت !



- مُتأخراً جداً يَ آلاء وَ بعدَ تسعةَ عشر عاماً / مُؤخراً اكتشفتُ أنَّ بعْضَ الأَصدِقاء أُكذُوبة ؛ وَ أنَّ بعضَ الأشخاصِ خُدعة مُؤلمَة اِقتصّت مِن عُمرِنا فرحاً وَ أملاً وَ راحةً وَ سكِينة وَ أهدتنَا دمُوعاً وَ خيبَاتٍ وَ وجعْ ثُمّ مضَت ؛ مَضت كأّن شيئاً لمْ يكُن وَ لمْ يحدُث وَ لا أحدَ توجَّعْ وَ لا أيِّ شيءْ .. ربَّما معهُم حَق هُم لمْ يفعلُوا شيئاً سِوى أنهُم ضيَّقوا أُفقَ الحياةِ على قُلوبِنا وَ زرعوُا بأعيُنِنا رماداً وَ بنوا بدوَاخِلنا أبراجَ حُطام !

نحنُ المغفَّلونَ يَ آلاء ، نحنُ المُذنبونَ بحقِّ ذاتِنا وَ هُم ملائكةُ السَّماءِ الطاهِرة وَ نحنُ وحدنَا الذينَ نراهُم خزنةُ جهنَّم .. هؤلاءِ أنَا أُشفقُ على ضمائرِهم وَ أتمنَّى لو أنَّها تنَهضُ مِن سُباتِها قبلَ أنْ ينقضِي وقتُ النُّهوضْ وَ قبلَ أنْ يخنقَها الغُبار المُتراكِم عليهَا وَ قبلَ أنْ تتعفَّن وَ تخرجُ رائحتهُا النَّتنة وَ لا يبقَ شيءْ !

لا أدرِي مِن أينَ يأتِي هؤلاءِ الأشخاصُ وَ الأصدقاءْ الّذين يُجيدُونَ اغتيالَ الصباحاتِ الهادئَة وَ اللّطِيفة ؛ وَ يجيدُون اغتِصابَ الفرحِ مِنَّا وَ رمينِا فِي سرادِيب الحُزن وَ يضحكُونْ يضحكُونَ يضحكُونَ كأنَّ الأمرَ مُزحةٌ ما ؛ صدقاً لا أدرِي مِن أينَ يأتُون هؤلاءِ الّذين أفنَيناَ العُمر فِي رسمِ السعادةِ على وُجوهِهم وَ أهملنَا أنفُسنا لنهتَّم بِهم وَ قتلنَا ذواتَنا لنُرضيهِم ثمَّ بعدَ كلِّ شيءٍ فعلنَاهُ لهُم اتهمُونا بالقُصور وَ بأنَّنا السَّبب فِي كلِّ أوجاعِهم وَ آلامهمِ وَ كلُّ سيءٍ قد صادفهُم !

لا أحبُّ الأشخاصَ الذَّينَ لا يقدِّسُون علاقَاتِهم بمَن حولَهُم وَ لا أُولئكَ الذَّينَ يظنُونَ أنهُم الوحيدُونَ الـْ / يملكُونَ مشاعراً وَ قلباً مُرهفاً
وَ عينينِ باكيتينْ وَ يستبيحُون كلَّ الوُجُود بحججٍ وَاهية ثمَّ يقدِّمونَ اعتذاراتٍ واهيَة فليسَ كلُّ جرحٌ يداويهُ اعتذار .. بعضُ الاعتذارات تجرحُ أكثر وَ بعضُ الاعتذاراتِ مُميتة وَ قدْ نعطبُ يوماً عنْ المُسامحَة !

شكراً شكراَ شكراً / لكُلِّ هؤلاءِ الذينَ جعلونَا غرباءُ وَ مشردونَ فِي أوطانِنا وَ قتلونَا وَ نحنُ أحياءْ !


* بالمُناسبَة : أَنا ماعُدتُ أسمَع !