( الشتاءُ ليلةٌ باردةٌ ممطرةٌ وَ بُكاء وَ صوتُ
هدوءٍ صاخبٌ بالأرجاء ، يذودُ عن الأحبّةْ .. ! )
إلّا ذاكَ الليلُ يَ صدِيقتِي ، بِه اختنقنَت .. بِه احتضرْت وَ تدفقّت منّي آهةٌ مُحرقة
لظّى نارٍ حامِية .. ؛ رغمَ البرودةِ اشتعلَ جسدِي حطباً لمْ يبقَ مِنهُ سوى رمآد
مُتراكِمٌ على مركزِ نبضِي .. جاثمٌ على صدرِي يخترقُ أضلعُي .. يتلاعبُ بي
يُميتُني وَ يحيينِي بِلا سُكون .. هوناً أطلبهُ بيّ رفقاً لكنهُ لا يستجِيب .. قاسٍ مابهِ
إلّا روايتَي قتلٍ وَ سفكِ دماء .. ذاكَ الّليلُ يَ صديقتِي أمطَرت سُحبُ عينيّ وابلاً
ودقاً مُتهالكاً بالمسرى .. لآ يُمكنهُ أن يكونَ ندىً على الأزهارِ كي لآ يشُوبَها بِ تلوثِه
لمْ تستَقبلهُ الأرضُ حتّى وَ تكبّرت عليهِ التُربة .. ذاكَ اللّيلُ يَ صدِيقَتي بقيتُ أخاطبُ
القَمر أسألهُ ما قصّةُ الرآحلِين عنّي .. ؟! ما قصّةُ المسافرِين الّذينَ لم يعُودُوا .. ؟!
مآ حكَايةُ الكِبرياءِ وَ الانتظارِ وَ متى يبزُغ الفجرُ .. متى يبزُغ الفجر .. !!
وَ الفجرُ بزغ ، مكسوفاً ناحلاً ، منحوتٌ على نواحِيه الألم .. وَ كمٌ من الخيبات
وَ ندُوب وَ جروحٌ لآ زالت نازِفة دامِية موجِعةْ .. مَالها دواءْ .. !
- ذاكَ الليلُ يَ صديقتِي ، انتظرتكِ وَ ما جئتِ .. لأنهُ أنا أنا لستُ إحداهُنْ .. :)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق